الأحد، 5 يوليو 2009

ولا زالوا يهربون
ولا زالوا يهربون.....
ولا زلت واقفا....
ولا زلت بانتظار همسات صوتك الدافئة لتنطق حروف اسمي وتناديني..... ولا زالت صورتها في عيناك ... وصورتك في عيوني... ولازال الوطن في عيونها وأنا أسير ..... وهم يهربون.....
وأنت واقف مكانك ....تتساءل عن السبب ....ولا أحد سواي قادر على سماعك ....ولا أحد سواي قادر على فك تشابك خطوط أفكارك.....ولا أحد سوانا يستغرب مشهد الهروب.....ولا أحد سواي يعرف السبب....
كيف لايهربون؟!!!وقد اعتادوا على الهرب ...وصار أي شيء من السماء خطر حتى لو كلن مطر....ولازلت وحدي أذكر تلك الليالي ....ولازلت وحدي أعيشها معك.....ولا أحد سوانا يشعر بدموعنا التي مزجت بدموع السماء .....لتروينا وتروي البشر ....ووحدها دموعك تسقط فوق رأسي كحبات البرد ...مؤلمة .....باردة ......
ووحدها دموعي تتساقط بجوار دموعك ....دون أ، تراها..... ولازلت واقفا هناك ....
ولازلت أحتاج رفقتك تحت المطر ...لتنعش داخلي رائحة ليلة عيد حزين.....تلك الليلة ...كنا بحاجة بكائها ...كي نخفي بين دموعها دموعنا ولم يكن موعدها...ولكنها بكتنا...وكنا نبكي ضعفنا...وشعرنا بها تتسلل أجسادنا عبر ثيابنا الرقيقة ..تروي عطش قلوبنا المتعبة....
وقلت لي : هذا كله لك، فابتسمت، وأكملت بحزم، أنا لا أمزح غدا العيد ولا أملك شيئا لأهديك إياه... سيكون المطر هديتي لك فابتسمنا سويا ...واخترقت نظراتك قلبي الحزين فشعرت أن كنزا لا يدرك قيمته أحدا صار ملكي ...
وقلت لك هذه أثمن وأجمل هدية حصلت عليها في حياتي، ولم أكن أكذب...وبقيت مستيقظة حتى توقف هطوله... واختلطت رائحته مع دمي ...ولا تزال رائحة تلك الليلة ترميني في سهول عينيك.... ولازال صوته يوقظ داخلي ذكرى أيام مضت...
ولا زلت أسير تحت المطر...
وجاء العيد وانتهت الأعياد كلها ...ولازلت أعيش مع الذكرى ،ولازلت أحتاجك بقدر حاجتك لها وهي بعيدة عنك بقدر بعدك عني
ولازلت تبكي الوطن في عيونها.... ولازلت أبكيك... ولازالت السماء تبكينا.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق